رمضان مناسبة لأن تزيد فينا التقوى و الإمان.
فهل نريد أن تكون من المتقين ؟
و هل هناك حياة سهلة ؟ و إن كانت فكيف نعيشها ؟
هناك من يصوم لكي يعيش معاناة الفقراء، و هذا كما أعتقد ليس مقصد الصيام في الإسلام. فإن كان ذاك مقصده، فلمذا سيصوم الفقراء إذن !؟
يؤكد الله صراحة في كتابه العزيز أن التقوى ليست بكثرة العبادة بل هي عمل..عمل أفقي بين أفراد المجتمع و ليست عبادة عمودية بينك و بين الله.
يقول الله سبحانه :
{وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدّىَ * إِنّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىَ * وَإِنّ لَنَا لَلاَخِرَةَ وَالاُولَىَ * فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظّىَ * لاَ يَصْلاَهَآ إِلاّ الأشْقَى * الّذِي كَذّبَ وَتَوَلّىَ * وَسَيُجَنّبُهَا الأتْقَى * الّذِى يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكّىَ }.
ينذرنا الله نارا سيدخلها الأشقياء، و سيجنبها الأتقياء..فأنت أتقى عندما تؤتي من مالك لصالح الفقراء و المساكين لأجل تزكية نفسك من البخل و الطمع..فالتقوى هو العمل على رعاية مصالح المجتمع بالعطاء و السخاء و المد ليس لأجل مصلحة سوى رضا الله.
فإن كنا نصوم لنُحِسَّ بمعاناة الجوعى من الفقراء، فبالأحرى بنا أن نعطيهم لكي لا يجوعوا أولا.
نريد أن نعيش حياة سهلة :)
( فَأَمّا مَنْ أَعْطَىَ وَاتّقَىَ * وَصَدّقَ بِالْحُسْنَىَ * فَسَنُيَسّرُهُ لِلْيُسْرَىَ ) 5ـ7
إذا أعطينا من مالنا و صدقنا بأن ما لدينا ليس كله حقا من نصيبنا، بل فيه نصيب للفقراء و اليتاما و الأقارب و المرضى و الجوعى و ذوو الحاجة و المهاجرين في بلدنا..فالحياة ستكون سهلة و مُيسَرَّة أمامنا.
فالإحسان، و هو أعلى مراتب الإمان ينبع من الكرم و العطاء و البذل لرعاية مصالح الفقراء.
( وَأَمّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَىَ * وَكَذّبَ بِالْحُسْنَىَ * فَسَنُيَسّرُهُ لِلْعُسْرَىَ )8ـ10
أما البخلاء فهم الأشقياء.







